ليست هذه مجرد نافذة مفتوحة على كتابَيْ “تهافت الفلاسفة” و”تهافت التهافت” فحسب، ولكن لو دقّقنا النظر لوجدناها مفتوحة على أربعة قرون من الفلسفة وعلم الكلام، في الحضارة العربية الإسلامية؛ إذ إنّ ما تناوله الكتابان من مسائل وأفكار، يتمدّد على مساحة تلك القرون؛ هذا إذا خصّصنا التدقيق في تلك الحضارة فقط، أمّا إذا وسّعناه فسوف نجد النافذة مفتوحة على الفلسفة اليونانية أيضًا، حيث يحضر أفلاطون وأرسطو، في الكتابين، مثلما حضر الفارابي وابن سينا، ومذاهب علم الكلام، فضلًا عن حضور صاحبَي الكتابين: الغزاليّ وابن رشد. حاولت هذه النافذة إلقاء الضوء على بعض المسائل التي شغلت الفكر العربي القديم ممثّلًا بالغزالي وابن رشد، مما نجد بعض أصدائه في الثقافة العربية المعاصرة.