يُنظر عادة إلى مطبخ السلطان من منظور ضيّق على أنّه فنّ الطبخ المتطوّر للبلاط والطبقات الثرية وحسب، وهذا صحيح، إلّا أنّ هناك العديد من الزوايا الأخرى التي يجب الاهتمام بها. وهذا الكتاب يلقي نظرة واسعة على ثقافة الطهي العثمانية، بدءًا من نظرة عامّة على جذور هذا المطبخ وتطوّره على مدى ستة قرون، مرورًا بجوانب تتعلّق بها، منها تجارة الموادّ الغذائية وقوانين الطعام والأغذية العسكرية والمطاعم وآداب السلوك، بهدف التعرّف إلى الحياة في هذه الإمبراطورية الكبيرة والمعقّدة من خلال ثقافة الطعام الخاصّة بها. الوصفات التاريخية معدودة لتوضيح بعض النقاط في البحث، فالوصفات مكلفة، ولا يستطيع أحد اليوم تحمّل تكلفة العنبر لإضافة النكهات على الحلوى المثلجة، وسيكون من الصعب العثور على كمّيات كافية من البنفسج لصنع المربّى. اختفت الأواني النحاسية التي تحدث فرقًا كبيرًا في النكهة النهائية للأطباق من معظم المطابخ، لأنّها تتطلّب تبييضًا منتظمًا، ويصعب الطهي على نار الفحم في المطبخ الحديث، وهو الآن يقتصر إلى حدّ كبير على بعض المطاعم وحفلات الشواء.