في هذا الكتاب الذي بين يديك صفحاتٌ مشرقةٌ سطّرها شعراء شاركوا المسلمين في محبّة نبيّهم، ورأوا فيه الجانب الإنساني الجامع، وكتبوا
عنه أجملَ القصائد لا رغبةً في نيل مطمعٍ، ولا رهبةً من أحد، مدركين أنّ ما يجمعنا في مهبط الديانات التوحيدية الثّلاث أكثرُ مما يفرّقنا، تجمعنا الأرض الممتدة
من المحيط إلى الخليج، وتتوسط العالم القديم، وتجمعنا اللغة العربية بثرائها وتنوّع لهجاتها وقدرتها على الحياة قرونًا طويلة، ويجمعنا التاريخ المشترك الذي غمرنا
معظم الوقت بألفته وتسامحه، عرف التعايش بين الأديان والمذاهب والطوائف والأعراق، ولا أدلّ على ذلك من بلدٍ صغير مثل لبنان مساحته عشرة آلاف كيلومتر
مربّع تقريبًا تتجاور فيه ثماني عشرةَ طائفة، وكذلك الأمر في سوريا والعراق. ويكفي أن نتذكّر الإبادات والتطهير العرقيّ اللذين حدثا في أماكنَ مختلفة من العالم
لنعرفَ أنّ الأديانَ التوحيديّة - على الرغم من محاولات تحريف غاياتها في أحيان كثيرة - كانت صمامَ أمان لمنطقتنا، لأن جوهرها المحبة.