ما يعجبني في الرسائل التي نتبادلها أنا وأبي هو أنّني أنسى أحيانًا في أيّ مكان يوجد. أحبّ كثيرًا الحديث عن النحل، وعن الألوان التي تروق له. برأيكَ لماذا يفضّل اللون الأزرق؟ وكيف اكتُشف ذلك؟ غالبًا ما أطرح عليه الأسئلة نفسها. غريب أنْ تدّعي معرفتك باللون المفضّل لدى حشرة ما، أليس كذلك؟ إنْ صحّ الأمر بالنسبة للنحل هنا فهل يصحّ بالضرورة على النحل هناك؟ وعلى جميع النحل فوق الأرض؟ غالبًا ما أكرّر نفسي في الرسائل التي أكتبها، لكن أعرف أنّ ذلك غير مهمّ، ثمّ إنّ أبي لم يلمني أبدًا على إعادة الأسئلة نفسها باستمرار. على الرغم من أنّني أكرّرها فإنّه يحاول من جهته كلّ مرَّة أنْ يقدّم إجابات مختلفة، يبحث دومًا عن حجج جديدة، ليحاول إقناعي باللون الأزرق، فيخلق ذلك بيننا حوارًا.