يوحي عنوان (العرب وأوروبا) بالتباين والتناقض، وهو في الواقع التاريخي نوع من التعايش التي اختلفت أشكاله بين الصراع والتفاهم، فالعلاقات العربية الأوروبية موجودة منذ أكثر من ألفي عام، ولكلّ من أوروبا والعالم العربي فإنّ الآخر ليس جزءًا من تاريخه الخاصّ فحسب، بل جزء من هُويّته الخاصّة. ينتمي الشرق والغرب إلى المنطقة الثقافية التاريخية نفسها، ويشكّلان نصفين لها، فالإسلام والمسيحية ليسا معزولين عن بعضهما، وإلى جانب اليهودية، فهي ثلاثة أديان تتقاسم إرثًا مشتركًا، ونشأت في تقارب جغرافي في عصور مختلفة. إن لخّص المرء جوهرها فستظهر في شكل ثلاثة اختلافات تدور حول الموضوع نفسه، الاختلافات في التفاصيل، لكنّ البنية الأساسية والفكرة مشتركة. يقول مؤلّف الكتاب: "نحن معتادون على الادعاء بأنّ المسيحية (أوروبية) حقًّا، حيث إنّنا ندّعي أنّها أهمّ أساس للتماسك الغربي والاستمرارية، لدرجة أنّنا في أوروبا غالبًا نغفل عن الأصل (الشرقي) للمسيحية، وغالبًا نتجاهل أنّه كان هناك دائمًا مسيحيون عرب، وما زالوا.