"أثر العرب في الغرب يشمل كلّ حقول العلم والفلسفة والأدب والشعر واللاهوت والتكنولوجيا والجغرافيا والملاحة والعمارة والغناء والرقص والحبّ والعطور والحمامات والمفروشات والسجاد وطرق العيش المتحضرّة، واستمرّ هذا التأثير بشكل مطرد عبر العصور. إنّ تبيان الصورة الحقيقية للحضارة العربية الإسلامية هي أمانة علمية تفرض نفسها على الباحثين شرقًا وغربًا، وذلك ليس لأهمّية هذه الحضارة في تطور العلوم والفلسفة والآداب وحسب، بل لأنّ الحضارة العربية الإسلامية كانت عاملًا جوهريًّا في تطور الحضارة الإنسانية، ولولاها لما وصل العلماء اليوم إلى إنجازات علمية كثيرة، أو على الأقلّ لتأخّر وصولنا إليها بقرون عديدة. وهذا الكتاب فيه ردّ علمي مشفوع بالشواهد الدامغة على تجاهل تلك المعارف الهائلة من علوم العرب والمسلمين التي ترجمت في طليطلة وصقلية وبيزنطة وغيرها، ونقلت إلى الغرب اللاتيني، ويسّرت التقدّم العلمي والمعرفي لحضارة اليوم."