بفضل مقدرتِها على دمجِ الأجناس الأدبيّة، وعلى الاستسقاء من المعارف العلميّة والفلسفيّة والمدارس الفنيّة، وبفضلِ ماكينةِ التخييل الجبّارة (التي يتحدّث عنها هذا الكتاب)، تتّسعُ الرواية لكلِّ الحيواتِ المُمكِنةِ والتجارب التخيُّليّة، تُثري التجربةَ الإنسانيّة بدروسٍ لانهاية لها، وتعلِّمنا كيف يمكننا أنْ نحيا معًا في هذه الأرض، لذلك تسحرُنا الرواية دومًا، نعتبرها غذاءَ الروح وواحتَها، مدرسةَ الحياة. يحتوي هذا الكتاب على آراء وشهادات عن (فنّ الرواية)، من وحي تجاربي العديدة؛ ولأنَّ لي إسهاماتٍ علميّةً موازيةً (كبروفيسورٍ في علوم الكمبيوتر منذ ثلاثة عقود)، أستطيعُ القولَ: إنّ الروايةَ لا تقلُّ أهمّيّةً عن العلم! نحتاجهما معًا لِسبرِ أغوارِ الطبيعة الإنسانيّة، واستيعابِ الذات والكون وتعقيدات الحياة.