الكتابة... لم تأتِ من فراغ، عندما نخسر كلّ شيء تنهض الرواية أمامنا بقوة لتصبح جسرًا رابطًا بيننا وبين كلّ ما يحيط بنا، تصبح هي رهاننا لمواجهة حياة ليست دائمًا سهلة. الرواية غواية حقيقية، قوة تسحبنا نحوها حتى أصبحنا نتماهى معها لدرجة أنّها تحولت إلى وطن آخر، غير الوطن المسيّج الذي عهدناه والمحكوم بمجموعة من الضوابط التي علينا أنْ ننصاع لها إذا أردنا العيش اجتماعيًّا، لكنّ الإقامة في هذا الوطن البديل، وطن الرواية، ليست أمرًا هيّنًا كما يتبدّى للكثير من الكتّاب الذين اختاروا السكن فيه، لهذا فإنّ هذا الوطن الورقي يمكن أن ينتفض ضدّنا في أية لحظة من اللحظات، وبدلًا من أن نكون مواطنيه نصبح ضحاياه ورماده