هذا الكتاب من تجربتي الروائية، وهي تجربة امتدت من ثلاثين عاماً، وإن كانت أكثر بكثير.
بدأت مبكرة، عندما قرأت أول رواية، وانفتح أمامي عالم يختلف عما يدور حولي، رحابته أذهلتني. عالم سأكون فيه من الخاسرين، لن أحيط به، كان بلا نهاية.
في السادسة عشرمن عمري، كانت أولى محاولاتي في كتابة الرواية، كان أبطالها شبابا مراهقين غاضبين، متمردين على التقاليد، يشعرون بالملل والفراغ، يعانون من إشكالات وجودية. وغراميات مخفقة، وتجارب جنسية عاثرة. لا أرى من أين جئت بهم؟ أما الأحداث فقد كان لأحلام اليقظة دورها.بينما الأفكار مدينة لقراءاتي في الوجودية في ذلك الوقت. لم أكمل الرواية، توفقت بعد كتابة عشرات الصفحات، إزاء عقبة يصعب تخطيها، كانت تحتاج إلى الواقع رغم توفر الخيال.
واظبت على الكتابة في المسرح والسينما والقصة القصيرة والرواية من دون أي محاولة للنشر، ولم أصدر كتاباً إلا بعد بلوغي الأربعين من عمري.
كان مشواري طويلاً، رغم أن قراري بأن أكون روائياً كان مبكراً، ظروفي لم تساعد، وكانت الأسباب كثيرة، لكن عندما بدأت بالنشر، أدركت أنني لم أخطئ كثيراً، ينضج الروائي متأخراً.