في كتابه هذا يقدم جولة معرفية جدلية ممتعة في الماضي مرتبطة بالحاضر، يتجول بين المدن ليقرأ تاريخها، ويعرف بتحولاتها ويشعر بمعاناتها، ويثير الأسئلة حول أحداث وشخصيات شهيرة، تتميز مقولاته بميزتين مهمتين في كل جهد بحثي، هما المعرفة الواسعة المتعددة الأوجه، والإدارة الحرة التي تزحزح البديهيات والمسلمات، وتدفعها إلى حقل النقاش.
إنه عالم الأسئلة المدهشة، الأسئلة التي ربما لم تخطر في بال القارئ. إنه مجموعة من عيدان الثقاب المتأهبة، أمام حقول جافة قابلة للاشتعال.
عاد بعد ذلك إلى سوريا وساهم في الحركة الثقافية السورية،[8] بكثافة في الصحافة[9]والإذاعةوالتلفزيون[10]والأدب بشكل خاص.[11] حاز على جائزة أدب الأطفال الأولى في سبعينيات القرن العشرين، وشارك في تحرير العديد من دوريات وزارة الثقافة واتحاد الكتاب،
عاش خيري الذهبي سنوات طويلة في النضال من أجل الحرية والكرامة الإنسانية ونشر مبدأ الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والتعددية السياسسية في بلده سوريا، فبعد أن أسره جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي اختطفه من موقع خدمته في الجولان السوري المحتل، حصل على وسام الشجاعة والشرف من الجمهورية العربية السورية، فتفرغ للعمل الثقافي والأدبي والنهضوي. دفع أثماناً باهظة لنشاطه الفكري والسياسي في الثمانينيات والتسعينيات، حيث سحب جواز سفره ومنع من السفر مرات عديدة، إضافة إلى تسريحه من عمله في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون عام 1991 بعد توقيعه على بيانات وعرائض احتجاجية ومشاركته في الحراك السلمي المدني. لم ينتمي خيري الذهبي إلى أي تيار أو حزب سياسي، وبقي مستقلاً تماماً ليبرالي الفكر، عروبي النزعة، داعماً لفكرة المواطنة والمجتمع المدني الديمقراطي ومبدأ فصل الدين عن الدولة. غادر سوريا بعد عام 2012 وانتقل إلى مصر ومنها إلى الامارات ومن ثم الأردن وبعدها انتقل للإقامة في فرنسا.