هكذا ولدت في بيت ميكون بالقصص الخرافية، والخوف وأصوات الجان التي تنادي باسمي في كل ليلة، وجني تهددني به أمي، فيشق الحائط، ويأتي لسرقتي من أهلي، لكن أمي تطرده، وتقول له إني فتاة طيبة ومطيعة...
كما يحر أمي، وبنات عمه وأخواته وأمه، بحكاياته المختلقة، لا المنسوخة، سحرني أبي عبر اصطحابه لي، وأنا ابنته البكر، ودميته التي تابع معها لهو المخيلة، مرضعاً إياها الحكايات الخرافية، لأتماهى مع ذلك العالم الساحر الذي رسمه أبي لي طويلا، وأنا أنام إلى جواره، حتى سن السابعة تقريبا، فيخترع لي الحكايات قبل النوم ... حكايات أغفو على أمل عيشها.
مها حسن الروائية، في جولة بين الواقع والخيال، تدون شيئاً من الذاكرة المتخمة وقبسا من اليوميات الحافة بهاجسها الإبداعي.
مها حسن روائية وقاصة سورية ـ كردية من مواليد 1966. حصلت على ليسانس في الحقوق من جامعة حلب. أصدرت أربع روايات: "اللامتناهي - سيرة الآخر" (1995)، "لوحة الغلاف - جدران الخيبة أعلى" (2002)، "ترتتيل العدم" (2009) و"حبل سري" (2011) التي وصلت إلى القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية عام 2011. شاركت في التقرير السنوي لمنظمة مراسلون بلا حدود حول حرية الصحافة في سوريا لعام 2004 وفي عام 2005 حصلت على جائزة هيلمان/هامت التي تنظمها منظمة "هيومن رايتس ووتش" الأميركية المدافعة عن حقوق الإنسان. تقيم حاليا في باريس، وتتابع نشاطها الكتابي باللغتين العربية والفرنسية