الحكمة في الشعر العربي
الشعر شعر، والحكمة حكمة، حتى إذا اجتمع الاثنان في شاعر ترك للناس من عصارة الفكر والتجربة زادًا يبلغهم النور في نهاية النفق، واليقين في قرارة النفس، ويستحثّون به خيالهم، ويستدلّون به على صدق نوازعهم.
استطاع شعر الحكمة بما اجتمع فيه من القدرة على مزج الواقع بالخيال، والعقل بالروح، والمنطق بالشعور، أنْ يجسّد لنا جمال التفكّر، فتجد القصيدة العربية جسدًا وروحًا معًا، فهي مائدة من الشعور الرائق، ويصعب أنْ تجد قصيدة غارقة في مخاطبة العقل؛ لذلك أخرج النقاد من الشعر ما كان قصده التعليم كالمنظومات والأراجيز، كذلك تجد قصيدة الحكمة تخالطها حرارة الشعور، ودفق العاطفة، وصدق التجربة، وجنوح الخيال.
هذا الشراب تتلقّاه سائغًا، وتتنقل بوعيك بين قطاف دانية من حدائق الأدب ومجانيه، وتلقي بناظريك في حقول شاسعة من الفكر، وأنت جالس على رابية لا ترتوي من التدبّر والخيال.
قال أحمد شوقي:
والشِّعرُ إنْ لم يكُنْ ذكرى وعاطفةً أو حكمةً فهو تقطيعٌ وأوزانُ
50.00 د.إ
غير متوفر في المخزون

